نهاية عهد داود وعهد سليمان الجزء الاول

خلافة داود يتبعان ما روى في صموئيل الثاني يوآب ابن أخت داود ورفيقه القديم ولم يزل قائد الجيش ابياتار هو الباقي الوحيد من كهنوت نوب ولم يزل أميناً لداود هناك مسائل شخصية في اصل الخلاف بين حزب سليمان وحزب ادونيا وصادوق هم خصم ابياتار وأما بنايا وهو رئيس الحرس فإنه يجسد يوآب قائد الجيش كان ناتان رسول الله لدى داود ولا سيما عند مولد سليمان لم يكن الشرع قد نظم شروط الخلافة على العرش كان شاول وداود رجلين اختارهما الله والشعب ويبدو أن البكرية لا تكفي للخلافة فكانوا ينتظرون أن يختار الملك نفسه أحد أبنائه لن يقتصر داود على اختيار سليمان بل سيسلمه السلطان بالرتب الطقسية التي يأمر بها وصية داود وموته ان هذه الوصية التي يعهد داود فيها إلى سليمان بالانتقام تعكس أفكار ذلك الزمن في الثأر بالدم وفي استمرار فعاليات اللعنات لقد دنست جرائم يوآب شرف داود العسكري حتى أنه أتهم بالتحريض عليها فهناك دم على الملك وذريته ولا يزول الثأر للدم إلا بضرب المذنب الحقيقي تسري لعنة شمعي على ذرية داود لأن اللعنة كالبركة تبعى فعالة ولا يبطل مفعولها إلا بردها على صاحبها تبقى حالت يمين داود دون القيام بذلك ولكن سليمان غير ملزم باليمين ان من يأخذ إحدى نساء الملك المتوفى أو المخلوع ينال حقاً على الخلافة حاول بنايا تنفيد الأحكام والتي تسري على ما فعل يوآب اذا جار رجل على قريبه مكراً فمن عند مذبحي تأخذه ليقتل لكن يوآب اراد ان يحمل سليمان شناعة تدنيس مكان مقدس عصيان شمعي وموته فرض سليمان على شمعي تحت طائلة الموت الاقامة في اورشليم وربطه بالقسم لكن شمعي حنث بيمينه ولذلك فانه سيقتل بحق إلا ان سليمان كشف السبب الحقيقي هو اللعنة التي لعن بها داود فيما مضى من الفصول الثلاث الاولى من سفر الملوك الاول

ملوك الاول الفصل الاول

وكان ان الملك داود شاخ وطعن في السن وكانوا يغطونه بالثياب فلا يدفأ فقال له خدمه ليبحث لسيدنا الملك عن فتاة عذراء تقوم أمام الملك فتعنى به وتضجع في حضنك فيدفأ سيدنا الملك فبحثوا عن فتاة جميلة في جميع أراضي إسرائيل فوجدوا أبيشاج الشونمية فماتوا بها الملك وكأنت الفتاة جميلة جدا فكأنت تعنى بالملك وتخدمه ولكن الملك لم يعرفها وان أدونيا ابن حجيت ترفع وقال أنا أملك واتخذ له مركبة وخيلا وخمسين رجلا يركضون أمامه ولم يكن أبوه قد خالفه في أيامه بان قال له لماذا فعلت كذا؟وكان هو أيضا جميل المنظر جدا وكأنت أمه قد ولدته بعد أبشالوم وكان يفاوض يوآب ابن صروية وأبياتار الكاهن وكأنا يعاونان أدونيا وأما صادوق الكاهن وبنايا بن يوياداع وناتان النبي وشمعي وريعي وأبطال داود فلم يكونوا مع أدونيا وذبح أدونيا غنما وبقرا وعجولا مسمنة عند حجر زوحلت الذي بجانب عين روجل ودعا جميع إخوته بني الملك وجميع رجال يهوذا حاشية الملك وأما ناتان النبي وبنايا والأبطال وسليمان أخوه فلم يدعهم فكلم ناتان بتشابع أم سليمان قائلا أما سمعت ان أدونيا ابن حجيت قد ملك ولم يعلم بذلك سيدنا داود؟فالآن تعالي أشر عليك مشورة تنجين بها نفسك ونفس سليمان آبنك إذهبي وآدخلي على الملك داود وقولي له أليس انك أنت يا سيدي الملك قد حلفت لأمتك قائلا ان سليمان ابنك هو يملك من بعدي وهو يجلس على عرشي فلماذا ملك أدونيا؟وبينما تكونين أنت هناك في الكلام مع الملك آتي أنا في إثرك وأؤيد كلامك فدخلت بتشابع على الملك في إلىدع وكان الملك قد شاخ جدا وكأنت أبيشاج الشونمية تخدم الملك فانحنت بتشابع ساجدة للملك فقال لها الملك ما شانك؟فقالت له يا سيدي انك كنت قد حلفت بالرب إلهك لأمتك قائلا ان سليمان آبنك هو يملك من بعدي وهو يجلس على عرشي والآن هوذا أدونيا قد ملك وأنت يا سيدي الملك لم تعلم وقد ذبح كثيرا من البقر والعجول المسمنة والغنم ودعا جميع بني الملك وأبياتار الكاهن ويوآب قائد الجيش وأما سليمان عبدك فلم يدعه والآن يا سيدي الملك فان عيون إسرائيل كله نحوك حتى تعلمهم من يجلس على عرش سيدي الملك من بعده فيكون إذا اضجع سيدي الملك مع آبائه اني أنا وابني سليمان نكون مذنبين وفيما هي تتكلم مع الملك إذ وصل ناتان النبي فأخبروا الملك وقالوا له هوذا ناتان النبي فدخل إلى حضرة الملك وسجد للملك بوجهه إلى الأرض وقال ناتان يا سيدي الملك أأنت قلت ان أدونيا يملك من بعدي وهو يجلس على عرشي؟فانه قد نزل اليوم وذبح من البقر والعجول المسمنة والغنم شيئا كثيرا ودعا جميع بني الملك وقواد الجيش وأبياتار الكاهن وها هم يأكلون ويشربون أمامه ويقولون ليحي الملك أدونيا وأما أنا عبدك وصادوق الكاهن وبنايا بن يوياداع وسليمان عبدك فلم يدعنا فهل من قبل سيدي الملك كان هذا الأمر ولم تعلم عبيدك من يجلس على عرش سيدي الملك من بعده؟فأجاب الملك داود وقال ادعوا لي بتشابع فدخلت إلى حضرة الملك ووقفت أمام الملك فحلف الملك وقال حي الرب الذي آفتدى نفسي من كل ضيق اني كما حلفت لك بالرب إله إسرائيل وقلت ان سليمان آبنك هو يملك من بعدي وهو يجلس مكاني على عرشي كذلك أفعل هذا اليوم فانحنت بتشابع بوجهها إلى الأرض للملك وقالت ليحي سيدي الملك داود للأبد وقال الملك داود ادعوا لي صادوق الكاهن وناتان النبي وبنايا بن يوياداع فدخلوا إلى حضرة الملك فقال الملك لهم خذوا معكم خدم سيدكم وأركبوا سليمان ابني على بغلتي وانزلوا به إلى جيحون وليمسحه هناك صادوق الكاهن وناتان النبي ملكا على إسرائيل وانفخوا بالبوق وقولوا ليحي الملك سليمان واصعدوا وراءه فيأتي ويجلس على عرشي وهو يملك مكاني فانه هو الذي أوصيت ان يكون قائدا على إسرائيل ويهوذا فأجاب بنايا بن يوياداع الملك وقال آمين فليتكلم هكذا الرب إله سيدي الملك وكما كان الرب مع سيدي الملك فليكن مع سليمان أيضا ويجعل عرشه أعظم من عرش سيدي الملك داود فنزل صادوق الكاهن وناتان النبي وبنايا ابن يوياداع والكريتيون والفليتيون وأركبوا سليمان على بغلة الملك داود وذهبوا به إلى جيحون وأخذ صادوق الكاهن قرن الزيت من الخيمة ومسح سليمان فنفخوا بالبوق ونادى كل الشعب ليحي الملك سليمان وصعد كل الشعب وراءه وكان الشعب يعزفون بالناي ويبتهجون ابتهاجا عظيما حتى تصدعت الأرض من أصواتهم فسمع أدونيا وجميع من عنده من المدعوين وقد أنتهوا من الأكل وسمع يوآب صوت البوق فقال ما هذا الصوت الذي تضطرب منه المدينة؟وبينما هو يتكلم إذ أقبل يوناتان بن أبياتار الكاهن فقال له أدونيا تعال فانك رجل شريف وأنت تبشر بالخير فأجاب يوناتان وقال لأدونيا بل سيدنا الملك داود قد ملك سليمان وقد أرسل الملك معه صادوق الكاهن وناتان النبي وبنايا بن يوياداع والكريتيين والفليتيين فأركبوه على بغلة الملك ومسحه صادوق الكاهن وناتان النبي ملكا في جيحون وصعدوا من هناك مبتهجين فأضطربت المدينة وهذا هو الصوت الذي سمعتموه بل قد جلس سليمان على عرش الملك وأتي حاشية الملك ليهنئوا سيدنا الملك داود وقالوا ليجعل إلهك آسم سليمان أعظم من آسمك وعرشه أعظم من عرشك فسجد الملك على سريره وأيضا هكذا قال الملك تبارك الرب إله إسرائيل الذي أعطاني اليوم من يجلس على عرشي وعيناي تنظران فآرتاع جميع مدعوي أدونيا ونهضوا وذهبوا كل واحد في سبييله وأما أدونيا فخاف من وجه سليمان فقام وذهب وتمسك بقرون المذبح فأخبر سليمان وقيل له هوذا أدونيا خائف من الملك سليمان وهوذا قد تمسك بقرون المذبح قائلا ليحلف لي اليوم الملك سليمان انه لا يقتل عبده بالسيف فقال سلمان ان كان ذا شرف فلا تسقط شعرة منه على الأرض وأما ان وجد به سوء فانه يموت شابا وأرسل الملك سليمان فانزله عن المذبح فماتى وسجد للملك سليمان فقال له سليمان انصرف إلى بيتك

ملوك الاول الفصل الثاني

ولما دنا يوم وفاة داود أوصى سليمان آبنه وقال أنا ذاهب في طريق أهل الأرض كلهم فتشدد وكن رجلا وآحفظ أوأمر الرب إلهك لتسير في طريقه وتحفظ فرائضه ووصاياه وأحكامه وشهادته على ما هو مكتوب في شريعة موسى لتنجح في كل ما تعمل وحيثما توجهت لكي يحقق الرب كلامه الذي تكلم به عني قائلا ان حفظ بنوك طريقهم وساروا أمامي بالحق من كل قلوبهم كل نفوسهم لا ينقطع لك رجل عن عرش إسرائيل ثم انك تعلم ما صنع بي يوآب ابن صروية وما صنع بقائدي جيوش إسرائيل أبنبر آبن نير وعماسا بن ياتر إذ انه قتلهما وسفك دماء الحرب في السلم  وجعل دماء الحرب على زناره الذي على حقويه وعلى نعليه اللتين برجليه فآصنع به بحسب حكمتك ولا تدع شيبته تنزل بسلام إلى مثوى الأموات وأما بنو برزلاي الجلعادي فآصنع إليهم رحمة وليكونوا من الآكلين على مائدتك لانهم هكذا قاموا إلى جانبي عند هربي من وجه أبشالوم أخيك وعندك شمعي بن جيرا من بني بنيامين من بحوريم وهو الذي لعنني لعنة شنيعة يوم ذهبت إلى محنائيم ثم نزل للقائي عند الأردن فحلفت له بالرب قائلا اني لا أقتلك بالسيف والآن فلا تبرئه فانك رجل حكيم فآعلم ما تصنع به وانزل شيبته بالدم إلى مثوى الأموات ثم أضجع داود مع آبائه ودفن في مدينة داود وكان عدد الأيام التي ملك فيها داود على إسرائيل أربعين سنة ملك في حبرون سبع سنين وملك في أورشليم ثلاثا وثلاثين سنة وجلس سليمان على عرش داود أبيه وتوطد ملكه جدا وجاء أدونيا بن حجيت إلى بتشابع أم سليمان فقالت اللسلم جئت؟قال للسلم ثم أضاف لي إليك كلمة قالت قل فقال انك تعلمين ان الملك كان لي وإلي لفت جميع بني إسرائيل أبصارهم لأصير ملكا فتحول الملك وصار لأخى لانه من قبل الرب كان له والآن أنا طالب منك طلبا واحدا فلا تردي وجهي قالت له تكلم فقال لها كلمي سليمان الملك فانه لا يرد وجهك وآسأليه ان يعطيني أبيشاج الشونمية زوجة فقالت له بتشابع حسن أنا أكلم الملك في حاجتك ودخلت بتشابع على الملك سليمان لتكلمه في أمر أدونيا فقام الملك لاستقبالها وسجد لها ثم جلس على عرشه ووضع عرشا لأم الملك فجلست عن يمينه وقالت لا أسالك إلا حاجة واحدة صغيرة فلا ترد وجهي فقال لها الملك إسألي يا أمي فاني لا أرد وجهك قالت لتعط أبيشاج الشونمية زوجة لأدونيا أخيك فأجاب الملك سليمان وقال لأمه ما بالك تتوسطين لأدونيا في أمر أبيشاج الشونمية؟توسطي له إذا في أمر الملك لانه أخي الذي هو أكبر مني توسطي له ولأبياتار الكاهن ويوآب أبن صروية وحلف الملك سليمان بالرب وقال كذا يصنع الرب بي وكذا يزيد ان لم يكن أدونيا لقاء حياته تكلم بهذا الكلام والآن حي الرب الذي ثبتني وأجلسني على عرش داود أبي وبنى لي بيتا كما قال في هذا اليوم يقتل أدونيا وأرسل الملك سليمان عن يد بنايا بن يوياداع فضربه فمات وأما أبياتار الكاهن فقال له الملك انصرف إلى عناتوت إلى حقولك فانك رجل يستوجب الموت لكني لست أقتلك في هذا اليوم لانك حملت تابوت السيد الرب أمام داود أبي وعانيت كل ما عأناه أبي وعزل سليمان أبياتار عن كهنوت الرب ليتم القول الذي قاله الرب في بيت عالي في شيلو ووصل الخبر إلى يوآب وكان يوآب قد تحزب لأدونيا مع انه لم يكن قد تحزب لأبشالوم فهرب يوآب إلى خيمة الرب وتمسك بقرون المذبح فأخبر الملك سليمان ان يوآب قد هرب إلى خيمة الرب وانه بجانب المذبح فأرسل سليمان إلى يوآب قائلا مما بالك هربت إلى المذبح ؟فقال يوآب لاني خفت من وجهك فهربت إلى الرب فأرسل سليمان الملك بنايا بن يوياداع وقال له اذهب وآضربه فدخل بنايا خيمة الرب وقال ليوآب هكذا يقول الملك اخرج فقال كلا بل ههنا أموت فنقل بنايا الجواب إلى الملك قائلا هكذا تكلم يوآب؟وهكذا أجابني فقال له الملك إفعل كما قال وآضربه وادفنه فتصرف عني وعن بيت أبي الدم الزكي الذي سفكه يوآب ويرد الرب دمه على رأسه لانه ضرب رجلين أبر وخيرا منه وقتلهما بالسيف على غير علم من داود أبي وهما أبنير بن نير قائد جيش إسرائيل وعماسا بن ياتر قائد جيش يهوذا فليرتد دمهما على رأس يوآب وعلى رؤوس ذريته للأبد وأما داود فلذريته وبيته وعرشه سلام للأبد من عند الرب فصعد بنايا بن يوياداع وضربه وقتله ودفن في بيته في البرية واقام الملك بنايا بن يوياداع مكانه على رأس الجيش وأقام صادوق الكاهن مكان أبياتار ثم أرسل الملك فآستدعى شمعي وقال له ابن لك بيتا في أورشليم وأقم فيه ولا تخرج منه إلى هنا وهناك وآعلم انك يوم تخرج وتعبر وادي قدرون تموت موتا ويكون دمك على رأسك فقال شمعي للملك حسن ما قلت انه كما تكلم سيدي الملك يفعل عبدك وأقام شمعي في أورشليم أياما كثيرة واتفق بعد انقضاء ثلاث سنوات ان هرب عبدان لشمعي إلى آكيش بن معكة ملك جت فأخبر شمعي وقيل له هوذا عبداك في جت فقام شمعي وشد حماره وذهب إلى جت إلى آكيش في طلب عبديه وذهب شمعي وأتى بعبديه من جت فأخبر سليمان ان شمعي قد خرج من أورشليم إلى جت وعاد فأرسل الملك ودعا شمعي وقال ألم أكن قد آستحلفتك بالرب وأشهدت عليك قائلا انك في يوم تخرج و تذهب إلى هنا وهناك فآعلم انك تموت موتا فقلت لي حسن ما قلت ولقد سمعت فلماذا لم تحفظ القسم بالرب والأمر الذي أمرتك به؟ثم قال الملك لشمعي انك قد عرفت كل الشر الذي يعرفه قلبك مما صنعته بداود أبي فسيرد الرب شرك على رأسك فأما سليمان الملك فمبارك وعرش داود ثابت أمام الرب للأبد وأمر الملك بنايا بن يوياداع فخرج وضربه فمات واستقر الملك في يد سليمان

ملوك الاول الفصل الثالث

وصاهر سليمان فرعون ملك مصر وتزوج ابنة فرعون وأتى بها إلى مدينة داود ريثما يتم بناء بيته وبيت الرب وسور أورشليم المحيط بها وأما الشعب فكان يقرب ذبائحه على المشارف لانه لم يكن قد بني بيت لأسم الرب إلى تلك الأيام وأحب سليمان الرب سائرا على سنن داود أبيه ولكنه كان يذبح ويحرق البخور على المشارف وذهب الملك إلى جبعون ليذبح هناك لانها هي المشرف الأعظم وأصعد سليمان ألف محرقة على ذلك المذبح وفي جبعون تراءى الرب لسليمان في الحلم ليلا وقال الله اطلب ما تريد ان اعطيك فقال سليمان أنت صنعت إلى عبدك داود أبي رحمة عظيمة بحسب سلوكه أمامك بالحق والبر واستقامة القلب معك وحفظت له تلك الرحمة العظيمة واعطيته آبنا يجلس على عرشه كما هو اليوم والآن أيها الرب إلهي أنت ملكت عبدك مكان داود أبي وأنا صبي صغير السن لا أعرف ان أخرج وأدخل وعبدك في وسط شعبك الذي أخترته شعب عظيم لا يحصى ولا يعد لكثرته فهب عبدك قلبا فهيما ليحكم شعبك ويميز بين الخير والشر لانه من يقدر ان يحكم شعبك هذا الكثير؟فحسن في عيني الرب ان يكون سليمان قد سأل هذا الأمر فقال له الله بما انك سألت هذا الأمر ولم تسأل لك إياما كثيرة ولا سألت لك الغنى ولم تطلب نفوس أعدائك بل سألت لك التمييز لإجراء الحكم فهاءنذا قد فعلت بحسب كلامك هاءنذا قد أعطيتك قلبا حكيما فهيما حتى انه لم يكن قبلك مثلك ولايقوم بعدك مثلك وحتى ما لم تسأله قد أعطيتك إياه من الغنى والمجد فلا يكون رجل مثلك في الملوك كل إيامك وان أنت سرت في طريقي حافظا فرائضي ووصاياي كما سار داود أبوك أطيل أيامك فأستيقظ سليمان فإذ هو حلم فجاء إلى أورشليم ووقمت أمام تابوت عهد الرب وأصعد محرقات وقرب ذبائح سلامية وأقام مأدبة لجميع حاشييه حينئذ جاءت إلى الملك أمراتان بغيان ووقفتا بين يديه وقالت إحداهما أربعوك يا سيدي اني وهذه المرأة مقيمتان في بيت واحد فولدت وأنا في البيت معها وفي ثالث يوم من ولادتي ولدت هذه المرأة أيضا وكنا معا وليس معنا غريب في البيت غيرنا نحن كلتينا في البيت فمات أبن هذه المرأة في الليل لانها آضجعت عليه فقامت عند نصف الليل فأخذت أبني من جانبي وكأنت أمتك راقدة وأضجعت آبني في حضنها وابنها الميت أضجعته في حضني فلما قمت في الصباح لأرضع أبني إذا هو ميت فتفرست فيه في الصباح فإذا هو ليس بابني الذي ولدته فقالت المرأة الآخرى كلا بل الحي هو ابني والميت هو آبنك فقالت تلك لا بل آبنك هو الميت وأبني هو الحي وكأنتا تتجادلان هكذا أمام الملك فقال الملك هذه تقول هذا أبني الحي وابنك الميت وتلك تقول لا بل ابنك الميت وأبني الحي فأضاف الملك علي بسيف فأتوا بسيف إلى أمام الملك فقال الملك اشطروا الولد الحي شطرين وأعطوا الواحدة شطرا والآخرى شطرا فكلمت الملك المرأة التي ابنها الحي لان أحشاءها تحركت على أبنها وقالت أربعوك يا سيدي أعطوها الولد حيا ولا تقتلوه فقالت الآخرى بل لا يكون لي ولا لك أشطروه فأجاب الملك وقال أعطوا هذه الولد الحي ولا تقتلوه لانها هي امه فسمع إسرائيل كله بالحكم الذي أصدره الملك فهابوا وجه الملك لانهم رأوا فيه حكمة الله في إجراء الحكم

اعداد الشماس سمير كاكوز

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفر الملوك الاول 21 / 1 - 29 كرم نابوت